للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأَمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى الله الكَذبَ وَهُم يَعْلَمُون} . [سورة آل عمران، الآية: ٧٥] ١.

٤٠- فضيحة أخرى: زعم اليهود أن الله تعالى أمرهم أن يبنوا له قبة ينْزلها إذا سافر معهم وأنه اقترح عليهم صفتها فبنوها له على النعت الذي طلبه٢. قالوا: فكان موسى / (٢/٥٩/ب) إذا أراد الرحيل قال: انهض إلينا يا رب لنكبِّتَ شانئيك. قالوا: فكان الباري جل اسمه يظعن بظعنهم ويقيم بإقامتهم٣. وزعموا أن الله تعالى أبى مرة أن يسير معهم وقال: اظعنوا أنتم؛ فإني لا أظعن أنا بل أنا أبعث معكم ملكاً يغفر ذنوبكم٤.

وهذه الأقاويل تؤذن باستخفافهم بالله عزوجل.

٤١- فضيحة أخرى: زعم اليهود أن الله تعالى قال لإبراهيم: إن بني إسرائيل تستعبد بأرض مصر أربعمائة سنة٥. وقد تضمنت توراتهم ذلك. ولا خلاف عند متأخريهم ومتقدميهم أن بني إسرائيل لم تستعبد بمصر سوى مائتي سنة وخمس عشرة سنة. ذكر ذلك محرور بن قصطنطين المنبجي أسقف منبج. وذلك خلف عظيم٦.


١ روى ابن جرير في تفسيره ٣/٣١٨، عن قتادة رحمه الله في قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأمِّيِّينَ سَبِيلٌ} . قال: "ليس علينا في المشركين سبيل. يعنون: من ليس من أهل الكتاب". اهـ.
وقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} . أي: وقد اختلفوا هذه المقالة وائتفكوها بهذه الضلالة؛ فإن الله حرم عليهم أكل الأموال إلاّ بحقّها، وإنما هم قوم بهت. (ر: تفسير ابن كثير ١/٣٨٢) .
٢ سفر الخروج الإصحاحات (٢٣، ٢٥، ٤٠) .
٣ ورد ذلك في سفر العدد ١٠/٣٣-٣٦.
٤ ورد ذلك في سفر الخروج ٣٣/١-٥.
٥ تكوين ١٥/١٣، ١٤، خروج ١٢، ٤٠، ٤١.
٦ سيأتي تفصيل هذا الخطأ التاريخي الواضح. (: ص ٥٨٤، ٥٨٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>