للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

شعبه وعلى الصالحين من عباده يترأف"١.

فقد أخبر الله تعالى عن اليهود بما أخبر. وشهد عليهم الصادق موسى بما شهد. وصدق الله ورسوله. وتعيّن علينا وعلى كافة عباد الله بغض اليهود ومقتهم وتكذيب أقوالهم وردّ روايتاهم٢.

قال المؤلِّف - عفا الله عنه -: إنّا لم نعتمد فيما نقلناه على تعليقات علمائنا ومؤلّفاتهم حتى طالعنا توراة اليهود وأناجيل النصارى ومزامير داود ونبوات الأنبياء مرّة بعد أخرى. ونقلنا كما رأيناه واستنبطنا واستخرجنا مما وجدنا. فمنه ما نقلناه على نصّه ومنه ما أوجزناه لركاكة نصّه. وإن ما نقلناه من فضائحهم [قليل من كثير ويسير] ٣ من خطير. والله الموفّق.


١ سفر التثنية ٣١/٢٤-٣٠، ٣٢/١-٤٢، في سياق طويل. وقد ذكره المؤلِّف مختصرا.
٢ لقد تحققت نبوءة موسى عليه السلام في بني إسرائيل. فلم يمض وقت طويل على وفاته عليه السلام إلاّ وقد انحرفوا عن دين التوحيد الذي جاء به موسى والأنبياء جميعاً والشواهد على ذلك من أسفارهم المقدسة لديهم كالآتي:
فقد ارتدوا في زمن يشوع فتى موسى وخليفته من بعده عليهما السلام. (ر: سفر يشوع إصحاح ٢٢) . وارتدوا كذلك بعد وفاة يشوع في عهد القضاة عدة مرات فعبدوا البعل وعشتاروت وآلهة الشعوب الوثنية فسلط الله عليهم كوشان ملك آرام الذي استعبدهم. (ر: سفر القضاة ٣/٥-١١) . وعندما عاد بنو إسرائيل إلى عمر الشّرّ سلط الله عليهم عجلون ملك مؤاب. (ر: قضاة ٣/١٢-٣٠) . وعندما انحرفوا أيضاً سلط الله عليهم يابين ملك كنعان. (ر: قضاة ٤/١-٢٤) . ثم ارتدوا بعد ذلك عدة مرات. وفي كلّ مرة كان الله يسلط عليهم أعداءهم. (ر: سفر القضاة الإصحاحات ٦، ١٠، ١٣، ١٧) .
وكذلك انحرفوا مرات عديدة في عهد الملوك. (ر: سفر الملوك الأوّل، الإصحاحات (١٢، ١٤، ١٥، ١٦-١٩، ٢٢) . والملوك الثاني، الإصحاحات (١، ١٣، ١٥، ١٦، ١٧، ٢١، ٢٣، ٢٤) .
وبعد هذه الانحرافات المتكررة هل يوثق بتوراةٍ كانت بين ظهراني قوم لا يؤمنون بها وارتدوا عنها؟! وهل دينهم لا زال نقياً صافياً كما جاء به موسى والأنبياء من بعده؟! أم قد حرّف وبُدل واختلطت به شوائب الوثنية والشرك؟!!.
٣ في ص، م (قليلا ... يسيراً) والصواب ما أثبتّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>