٢ لقد تحققت نبوءة موسى عليه السلام في بني إسرائيل. فلم يمض وقت طويل على وفاته عليه السلام إلاّ وقد انحرفوا عن دين التوحيد الذي جاء به موسى والأنبياء جميعاً والشواهد على ذلك من أسفارهم المقدسة لديهم كالآتي: فقد ارتدوا في زمن يشوع فتى موسى وخليفته من بعده عليهما السلام. (ر: سفر يشوع إصحاح ٢٢) . وارتدوا كذلك بعد وفاة يشوع في عهد القضاة عدة مرات فعبدوا البعل وعشتاروت وآلهة الشعوب الوثنية فسلط الله عليهم كوشان ملك آرام الذي استعبدهم. (ر: سفر القضاة ٣/٥-١١) . وعندما عاد بنو إسرائيل إلى عمر الشّرّ سلط الله عليهم عجلون ملك مؤاب. (ر: قضاة ٣/١٢-٣٠) . وعندما انحرفوا أيضاً سلط الله عليهم يابين ملك كنعان. (ر: قضاة ٤/١-٢٤) . ثم ارتدوا بعد ذلك عدة مرات. وفي كلّ مرة كان الله يسلط عليهم أعداءهم. (ر: سفر القضاة الإصحاحات ٦، ١٠، ١٣، ١٧) . وكذلك انحرفوا مرات عديدة في عهد الملوك. (ر: سفر الملوك الأوّل، الإصحاحات (١٢، ١٤، ١٥، ١٦-١٩، ٢٢) . والملوك الثاني، الإصحاحات (١، ١٣، ١٥، ١٦، ١٧، ٢١، ٢٣، ٢٤) . وبعد هذه الانحرافات المتكررة هل يوثق بتوراةٍ كانت بين ظهراني قوم لا يؤمنون بها وارتدوا عنها؟! وهل دينهم لا زال نقياً صافياً كما جاء به موسى والأنبياء من بعده؟! أم قد حرّف وبُدل واختلطت به شوائب الوثنية والشرك؟!!. ٣ في ص، م (قليلا ... يسيراً) والصواب ما أثبتّه.