للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وصلبوه والأسخريوطي الذي نَمَّ عليه ونمرود وفرعون قد طهروا من خطاياهم وكذلك الهنود والمجوس وكلّ كافر على وجه البسيطة.

وإن قالوا: إنما أراد تطهير من آمن به واتّبعه. قلنا: فكيف تكون معصية العدوّ طهرةً لولي؟ وإنما يُطَهِّر / (٢/٨٥/أ) الإنسان عملُه الصالح وتوبته الصادقة دون كُفْر من كَفَر. ثم إن كانوا قد آمنوا بالمسيح فإيمانهم يطهِّرهم فلا حاجة إلى قتل المسيح وصلبه.

وإن قالوا: إنما أراد تطهير الحواريين. فيقال: وما هذا الذنب الذي لا يظهره إلاّ قتل الله وصلبه؟! ... ، وينبغي أن يكون [الحواريون] ١ شرار خلق الله؛ إذ كان لا يطهرهم إلاّ هذا القتل٢ الذي لا يشابهه قتل٣. فليت شعري أَيُّ ذنب لقوم هو عند النصارى خير من جبريل وميكائيل وسائر النبيين والمرسلين؟!.

وإن قالوا: إنما أراد بتسليمه نفسه ليتهذّب الخَلْق و [يتعلموا] ٤ الصبر على الشدائد والمحن ولا يضطربوا تحت مجاري الأقدار ليفوزوا بأجور الصابرين.

قلنا: فإصلاحه لقلوبهم بخلق الصبر فيها والاحتمال مع بقاء جلاله وعظمته كان أليق بالربوبية. فإن كان إلهاً قادراً فهلا أصلح قلوبهم وهذّب نفوسهم من غير أن يتلبس بما وصفتهم من الصفح والضرب والقتل والصلب ليصلحهم.

ثم أيّ صلاح يظهر في العالم بقتله؟ وأيّ فساد زال؟ أليس العالم على ما كان عليه/ (٢/٨٥/ب) قبل مجيئه؛ السارق يسرق، والفاسق يفسق، والقاتل يقتل


١ في ص، م: (الحورايين) وهو خطأ. والتصويب من المحقِّق.
٢ في ص (الغسل، غسل) والتصويب من م.
٣ في ص (الغسل، غسل) والتصويب من م.
٤ في ص، م (يتعلمون) والصواب ما أثبتّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>