للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قالوا: "مسحه فصار بمسحه له مسيحاً وابناً. قلنا: أبينوا لنا هل مسحه بدهن؟ فإن قالوا: نعم. ساووا بينه وبين داود وغيره. إذ قال داود في مزاميره: "صبياً كنت في غنم أبي فأخذني ربّبي ومسحني بدهن مسيحه"١.

وقال داود في مزمور آخر: "ائتمر٢ الشعوب على الرّبّ وعلى مسيحه" ٣. يعني: نفسه.

وقال الله تعالي في السفر الثالث من التوراة ويسمى سفر الكهنة: "إن الحبر الممسوح من أولاد هارون هو الذي يتولى القرابين ورش الدم على زوايا المذبح"٤. وذلك مشهور عندهم فالمسيح هو الممسوح فما زادوا أن وصفوه بوصف / (٢/٩٦/ب) كاهن.

وفي الإصحاح الخامس من هذا السفر: "قال الله لموسى: اعمد إلى هارون وبنيه وخذ اللباس ودهن٥ المسيحين الذي يمسح به الأحبار وخذ الجماعة كلها إلى باب قبة الأمد. وقدم هارون وألبسه لباس الكهنة وكلله بأكليل من ذهب وصب على رأسه من دهن المسيحين [وامسحه] ٦ وقدسه. ففعل موسى ذلك بهارون"٧.

فما نرى المسيح له مَزِيَّة على داود وهارون في ذلك. وما نراه نسج له إلاّ على منوال من تقدم من صفوة الله تعالى.

وقد حكوا عن إنجيل لوقا أن جبريل بشّر مريم بأن ولدها المسيح ابن داود يجلسه الرّبّ على كرسي أبيه داود، ويملكه على بيت يعقوب. وذلك يتقاضى أن


١ مزمور ٢٣/٥، ٨٩/٢٠.
٢ في م: أقيموا.
٣ مزمور ٢/٢.
٤ لاويين ٤/٥، ٦.
٥ في م: وهني.
٦ في ص، م (ومسحه) والصواب ما أثبتّه.
٧ سفر الخروج الإصحاح (٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>