للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال لابن عباس: "اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل"١. فسمي بعد الحبر٢ وترجمان القرآن. وقال لعبد الله٣: "اللهم بارك له في صفقة يمينه"٤، فما اشترى شيئاً إلاّ ربح فيه.

ودعا عليه السلام للمقداد بالبركة٥.


١ أخرجه أحمد في مسنده١/٢٦٦، ٣١٤، ٣٢٨، ٣٣٥، وفي فضائل الصحابة ٢/٩٥٦، وابن سعد ٢/٣٦٥، والحاكم ٣/٥٣٤، وعنه البيهقي في الدلائل ٦/١٩٣، كلهم من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ... ، فذكره.
قال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
وأخرجه البخاري في كتاب الوضوء باب (١٠) . (ر: فتح الباري ١/٢٤٤) ، ومسلم ٤/١٩٢٧، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عدا قوله: "وعلّمه التأويل".
٢ الحِبْر: الأثر المستحسن، والحَبْر: بالفتح والكسر: العالم. وجمعه: أحبار. لما يبقى من أثر علومهم في قلوب الناس ومن آثار أفعالهم الحسنة المقتدي بها. وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين رضي الله عنه بقوله: "العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة". (ر: المفردات ص ١٠٦، للراغب، النهاية ١/٣٢٨) .
٣ هو: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي، أبو جعفر رضي الله عنه. من المشهورين بالجود والكرم، له خمسة وعشرون حديثاً.
٤ أخرجه البيهقي في الدلائل ٦/٢٢٠، والبغوي. (ر: الإصابة ٤/٤٨) ، من طريق فطر ابن خليفة عن أبيه عن عمرو بن حريث رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على عبد الله بن جعفر وهو يبيع شيئاً يلعب به، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم بارك له في تجارته".
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/٢٨٩، وقال: "رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما ثقات".
وأورده السيوطي في الخصائص ٢/٢٨٨، وقال: "أخرجه ابن أبي شيبة وأبو يعلى والبيهقي بسند حسن". اهـ.
٥ أخرجه أبو نعيم في الدلائل ص ٤٦١، عن أبي بكر الطلحي وسليمان بن أحمد، قالا: ثنا عبيد بن غنام عن أبي بكر بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد عن موسى بن يعقوب عن عمته قُرَيْبَة بنت عبد الله بن وهب عن أمها كريمة بنت المقداد بن عمرو عن ضباعة بنت الزبير وكانت تحت المقداد، قالت: كان الناس إنما يذهبون لحاجتهم فرط اليومين والثلاث فيبعرون كما تبعر الإبل، فلما كان ذات يوم خرج المقداد لحاجته حتى بلغ الحجبة وهو ببقيع الغرقد فدخل خربة لحاجته، فبينما هو جالس إذ أخرج جرذ من حجره ديناراً، فلم يزل يخرج ديناراً دينَاراً حتى بلغ سبعة عشر دينارا، فخرج بها النبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبرها. فقال: هل اتبعت يدك الحجر؟ قال: لا. والذي بعثك بالحق. فقال: لا صدقة عليك فيها، بارك الله لك فيها.
قالت ضباعة: فما فني آخرها حتى رأيت غرائر الوَرِقِ في بيت المقداد". اهـ.
قلت: إسناده ضعيف. فإن موسى بن يعقوب المطلبي صدوق سيّء الحفظ وعمته قريبة بنت عبد الله الأسدية مقبولة. (ر: التقريب ٢/٢٨٩، ٢/٦١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>