للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عمر قال: تواعدت أنا وأبو١ جهم بن حذيفة ليلة لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئنا منْزله فسمعناه يقرأ: {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ} [سورة الحاقة، الآيات: ١-٨] ، إلى قوله تعالى: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَة} . [الحاقة الآيتان: ١-٨] . فضرب أبو جهم على عصدي وقال: انج. وفررنا هاربين٢.

ولما اجتمعت قريش على قتل نبيّ الله وبَيَّتوه خرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على رؤوسهم وقد ضرب الله على أبصارهم فذر التراب على رؤوسهم وذهب فجعل الرجل يتناول من على رأسه تراباً وذهبوا خائبين٣.

ومن هذا القبيل كفاية الله له في الغار بما هيأ الله له من الآيات من نسج العنكبوت على باب الغار حتى قال أمية بن خلف حين قالوا: ندخل


١ أبو الجهم بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي رضي الله عنه، اسمه: عامر، وقيل: عبيد، من مسلمة الفتح، كان عالماً بالنسب ومن معمري قريش ومن مشيختهم، توفي آخر خلافة معاوية رضي الله تعالى عنهما. (ر: الاستيعاب٤/١٦٢٣،الإصابة٧/٣٤، ٣٥) .
٢ قال الخفاجي في نسيم الرياض ٣/٢٠٩: "هذا الحديث لم يوجد بهذا اللفظ إلاّ أنه في مسند أحمد بما يقرب منه عن عمر بن الخطاب ... ، فذكره في سياق طويل.
قلت: أخرجه أحمد ١/١٧، عن المغيرة عن صفوان عن شرع بن عبيدة قال: قال عمر: ... ، فذكره. وليس في الحديث أن عمر بن الخطّاب صاحب أبا جهم.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/٦٥، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلاّ أن شريح بن عبيدة لم يدرك عمر". اهـ. وهو كما قال الهيثمي. (ر: التهذيب ٤/٢٨٨) ، وشريح ثقة، إلاّ أنّه كان يرسل كثيراً. (ر: التقريب ١/٣٤٩) .
٣ أخرجه أبو نعيم ص ٢٠٣، ٢٠٤، والبيهقي ٢/٤٦٩، ٤٧٠، كلاهما في الدلائل من طريق ابن إسحاق. (ر: السيرة ٢/١٣٩، ١٤٠) . قال: حدّثني يزيد بن زياد عن محمّد بن كعب القرظي مرسلاً. قال البيهقي: "وروي عن عكرمة ما يؤكد هذا".

<<  <  ج: ص:  >  >>