للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

- وكانت (٢/١٧٩/ب) حفصة١ ابنة سيرين٢ تسرج المصباح وتقومإلى مصلاها فربما طفئ المصباح فيضيء لها البيت حتى تصبح٣.

- قال المؤلِّف: ووقفت على كرامة غريبة لسلف هذه الأمة وهي ما رواه سيف بن عمر في الفتوح قال: حاصر المسلمون بهرسير٤ من أرض العراق فلما اشتد عليهم الحصار وأبطأ على المسلمين الفتح أشرف عليهم رسول من الحصن، فقال: إن الملك يقول لكم هل لكم إلى المصالحة على أنّ لنا ما يلينا من دجلة إلى الجبل ولكم ما يليكم من دجلة إلى الجبل؟ أما شبعتم، لا أشبع الله بطونكم. فبدر الناس أبو مفزَّر الأسود بن قطبة وقد أنطقه الله بشيء لا يدري ولا نحن ما هو فأجابه بالفارسية وهو لا يعرف من الفارسية شيئاً ولا نحن. فرجع الرسول إلى الملك بما سمع من أبي مفزر ورأيناهم يقطعون إلى المدائن هاربين فقلنا له: يا أبا مفزر ما قلت له؟ قال: لا والذي بعث محمّدً بالحقّ ما أدري ما هو إلاّ أنّ عَلَيَّ سكينة، وأنا أرجو أن أكون قد أُنطقت بالذي هو خير. وأنْبَأَت الناس


١ هي: حفصة بنت سيرين أم الهذيل الأنصارية البصرية، سيدة جليلة من سيدات التابعيات، اشتهرت بالعبادة والفقه وقراءة القرآن والحديث، روت عن أخيها يحيى وأنس بن مالك وأم عطية الأنصارية وغيرهم، توفيت سنة ١٠١هـ، وهي ابنة سبعين سنة. وفي رواية سنة ٩٢هـ. (ر: ترجمتها في: صفوة الصفوة ٤/٢٤-٢٦، التهذيب ١٢/٤٣٨، أعلام النساء ١/٢٧٣، ٢٧٤، عمر كحالة) .
٢ في م: (سيرويه) .
٣ أخرجه هذه الكرامة ابن الجوزي في صفوة الصفوة ٤/٢٦، عن هشام بن حسان.
قلت: هشام بن حسان الأزدي، ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين. (ر: التقريب ٢/٣١٨٩) .
٤ بَهُرَسِير - بالفتح ثم الضم، وفتح الراح، وكسر السين المهلمة، وياء ساكنة وراء -: من نواحي سواد، وهي معربة من (دِه أردشير) أو (بِه أردشير) ، كأن معناه: خير مدينة أردشير، وهي في غربي دجلة. (ر: معجم البلدان ١/٥١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>