للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والفتى هو العبد والخادم لا الولد، والدليل عليه من التوراة في السفر الأوّل منها قول موسى: "ولما بلغ إبراهيم / (١/١٠/أ) أن الملوك أغاروا على سدّوم وسبوا لوطا بن أخي إبراهيم عَبَّأَ فتيانه وعددتهم ثلثمائة وثمانية عشر رجلاً، وسار في طلب العدوّ واستنقذ لوطا وماشيته وجميع ماله"١.

ومعلوم أن إبراهيم الخليل عليه السلام لم يكن له يؤمئذ هذه العدة من الأولاد فمن ادعى ذلك أكذبه أهل الكتابين، فقد شهد موسى عليه السلام أن الفتى هو العبد أو الخادم.

وقال موسى في السفر الرابع من التوراة ما هو أجلى من ذلك قصة بلعام٢ بن بعور وهو: "أن بالاق٣ بن صفوري الملك أرسل إلى بلعام ليلعن


١ تكوين ١٤/١٤، ١٥، وموضع الشاهد من النصّ كالآتي: "فلما سمع أبرام أن أخاه سُبي جَرَّ غلمانه المتمرنين ... ".
٢ بلعام بن بعور: تذكر المصادر الإسرائيلية بأنه كان نبياً مشهوراً في قرية فيما بين النهرين وقد دعاه ملك مؤاب ليلعن بني إسرائيل ويدعو عليهم فرفض وبعد إلحاح رضي بذلك ولكنه كان يدعو لهم بدل أن يدعو عليهم، ومع ذلك دبر وسيلة لإيقاع بني إسرائيل في الإثم والشرك ليهلكوا، وعندما حارب بنو إسرائيل المديانيين قتلوا بلعام. ر: سفر العدد الإصحاحات ٢٢، ٢٤، ٣١، وقاموس ص ١٨٩.
وقد ذكر ابن كث ير قصته في تفسير قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ... } الآيات. [سورة الأعراف، الآية: ١٧٥-١٧٧] . قال ابن إسحاق وغيره: "بأن بلعام كان رجلاً مجاب الدعوة وقد سأله قوه بأن يدعو على موسى وقومه ... " الخ. وذكر قصة مشابهة لما في التوراة، ثم قال ابن كثير: "وهذا الذي ذكره ابن إسحاق من قصة بلعام صحيح وقد ذكره غير واحد من علماء السلف". اهـ.
قلت: ولم يكن نبيّاً كما يزعم أهل الكتاب. والله أعلم. ر: تفسير ابن كثير ١٢/٢٧٥-٢٧٨، وقصص الأنبياء، ص ٣٨٠، ٣٨١.
٣ بالاق: اسم مؤابي معناه: المتلف أو المخرب وهو ابن صفور، وكان ملك مؤاب وهي أرض يقابلها اليوم القسم الشرقي من البحر الميب لمملكة الأردن اليوم. ر: سفر العدد إصحاح ٢٢، قاموس ص ١٦٠، ٩٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>