للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سمعته يقول: ولدت في تاسع صفر سنة ثمان وأربعين، قال: وتوفي بمصر في ثامن شعبان سنة اثنتين وعشرين وستمائة.

وقال الموفق عبد اللطيف (١): هو رجل طوال تام القصب فعمها (٢) درّي اللون مشرب (٣) بحمرة له طلاقة محيّا وحلاوة لسان، وحسن هيئة، وصحة بنية (٤)، ذو دهاء في هوج وخبث مع طيش مع/رعونة مفرطة وحقد لا تخبو ناره، ينتقم ويظن أنه لم ينتقم فيعود ينتقم، لا ينام عن عدوه (٥) ولا يقبل منه معذرة ولا إنابة، ويجعل الرؤساء كلهم أعداءه ولا يرضى لعدوه بدون الإهلاك، لا تأخذه في نقماته رحمة ولا يتفكر في آخرة.

وهو من دميرة ضيعة بديار مصر واستولى على العادل ظاهرا وباطنا ولم يمكن أحدا من الوصول إليه حتى الطبيب والحاجب والفراش عليهم عيون فلا يتكلم أحد منهم فضل كلمة خوفا منه، ولما عزل دخل الطبيب وغيره فانبسطوا وحكوا وضحكوا فأعجب السلطان بذلك وقال: ما منعكم أن تفعلوا هذا فيما مضى؟ قالوا: خوفا من ابن شكر، قال: فإذا قد كنت في حبس وأنا لا أشعر.


(١) هو أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي المتوفى سنة ٦٢٩ هـ‍، ولعل المؤلف ينقل عن كتابه أخبار مصر الكبير. ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٣٢٠.
(٢) أي ممتلىء الأطراف. انظر القاموس في مادتي (قصب) و (فعم).
(٣) في الأصل: مشرف وهو تحريف والتصحيح من تاريخ الإسلام.
(٤) في الأصل: بنيته وهو تصحيف.
(٥) في الأصل: عدو وكلاهما صحيح.

<<  <   >  >>