النسائي في كتاب الاستعاذة هكذا: أخبرنا أحمد بن حفص قال: حدثني أبي قال: حدثني إبراهيم عن سفيان بن سعيد عن أبي حسان عن جسرة عن عائشة رضي الله عنها أنا قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم رب جبرائيل وميكائيل ورب إسرافيل، أعوذ بك من حر النار وعذاب القبر".اه. فليس فيه التقيد بركعتي الفجر ولا لفظ محمد، وفيه زيادة لفظ حر وعذاب القبر، وهذه الرواية رجال سندها كلهم ثقات غير جسرة بنت دجاجة، قال البيهقي: فيها نظر، وقال ابن حبان فيما نقله أبو العباس البناني: عندها عجائب، وقال البخاري في تاريخه: عندها عجائب، وأما أحمد فقال في صاحبها فليت العامري: لا أرى به بأساً، وقال أحمد العجلي: جسرة تابعية ثقة، فقوله عندها عجائب ليس بصريح في الجرح، كذا في الميزان، وقال الحافظ في التقريب: مقبولة من الثالثة، وقال في الخلاصة: وثقها العجلي، وقال الذهبي في الكاشف: ثقة، فالراجح أنها ثقة، لكن فيها سفيان الثوري وهو مدلس وقد عنعن هذا الحديث فلا يقبل.
وجملة الكلام أن هذا الحديث لا يخلو طريق من طرقه من مقال، فالأولى الاستدلال في ذلك الباب بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته فقال: "اللهم رب جبرائيل" الحديث فإنه في صحيح مسلم وصحيح ابن حبان وسنن النسائي الصغرى التي يقال لها (المجتبى) وهي التي قال النسائي في حقها: صحيح كلها، وأطلق اسم الصحة عليها أبو علي النيسابوري وأبو أحمد بن عدي وأبو الحسن الدارقطني وأبو عبد الله الحاكم وابن منده وعبد الغني بن سعيد وأبو يعلي الخليلي وأبو علي بن السكن وأبو بكر الخطيب وغيرهم.
وقال سعد بن علي الريحاني: إن لأبي عبد الرحمن شرطاً في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وسكت عليه أبو داود، ورجال سنده كلهم ثقات من رجال الصحيحين، غير عكرمة بن عمار فإنه من رجال مسلم