للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقض به الصالحون فإن شئت فتقدم وإن شئت فتأخر، ولا أرى التأخر إلا خيراً لك، والسلام عليكم. اهـ.

ولكن ليس في شيء من تيك الأحاديث الدالة على مقصود الخصم من لزوم اتباع كل جمهور، لاحتمال أن يكون المراد ما أجمع عليه الأمة لا يكون كفراً، كما في حدث أبي هريرة الذي رواه ابن مردوية، أو يكون المراد لزوم جماعة أهل الحل والعقد أو يكون المراد ما أجمع عليه الفقهاء الصالحون وهم فقهاء أهل السنة والجماعة.

قوله: ومما يعتقده هؤلاء المنكرون للزيارة والتوسل منع طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم.

أقول: لابد هناك أولاً من تحقيق لفظ الشفاعة، فاعلم أنه قال ابن الأثير في النهاية: قد تكرر ذكر الشفاعة في الحديث فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة، وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم، يقال: شفع يشفع شفاعة فهو شافع وشفيع، والمشفع الذي يقبل الشفاعة١ والمشفع الذي يقبل شفاعته. اهـ.

وفي مجمع البحار: والشفاعة تكررت في الحديث، وتتعلق بأمور الدنيا والآخرة، وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم، شفع فهو شافع وشفيع والمشفع من يقبلها والمشفع من يقبل شفاعته. اهـ.

وقال البيضاوي: والشفاعة من الشفع كأن المشفوع له كان فرداً فجعله الشفيع شفعاً بضم نفسه إليه. اهـ.

وقال في فتح البيان: والشفاعة مأخوذة من الشفع وهو الاثنان، تقول استشفعته أي سألته أن يشفع لي، أي يضم جاهه إلى جاهك عند المشفوع إليه ليصل النفع إلى المشفوع. اهـ.

وقال الحافظ في فتح الباري: الاستشفاع طلب الشفاعة، وهي انضمام الأدنى إلى الأعلى ليستعين به على ما يرومه. اهـ.


١ المشفع هذا بكسر الفاء المشددة، والذي بعده بفتحها.

<<  <   >  >>