أقول: الحديث أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ستكون فتنة صماء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف".
أقول: هذان الحديثان ليس فيهما لفظ يدل على تعيين الشيخ وأتباعه، وجمهور العلماء حملوهما على الفتنة التي وقعت بين علي ومعاوية، يدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "اللسان فيها أشد من وقوع السيف"، يعني أن الطعن في إحدى الطائفتين ومدح الأخرى مما يثير الفتنة فالكف واجب.
قوله: وفي رواية سيظهر من نجد شيطان تتزلزل جزيرة العرب من فتنته.
أقول: هذه الرواية لم أقف عليها، ولم يذكر المؤلف سندها فلا يعتد بها.
قوله: منها حديث مروي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم أسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه:"سيخرج في ثاني عشر قرنا في وادي بني حنيفة رجل كهيئة الثور لا يزال يلعق براطمه، يكثر في زمانه الهرج والمرج، يستحلون أموال المسلمين ويتخذونها بينهم متجراً، ويستحلون دماء المسلمين ويتخذونها بينهم مفخراً، وهي فتنة يغتر فيها الأرذول والسفل، تتجارى بينهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه"، قال ولهذا الحديث شواهد تقوي معناه، وإن لم يعرف من خرجه.
أقول: إذا لم يعرف من خرجه فكيف يصح الاستدلال به؟
قوله: وأصرح من ذلك أن هذا المغرور محمد بن عبد الوهاب من تميم، فيحتمل أنه من عقب ذي الخويصرة التميمي الذي جاء فيه حديث البخاري عن أبي سعيد الخدري.
أقول: لا شك أن الشيخ من رأس تميم وأعيانهم كما صرح به بعض المحققين في الرد على (جلاء الغمة) ولكن ليس في حديث البخاري ولا في غيره ما يدل على أن