للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يثبته.

وهذا كما يصدق على القرآن الكريم يصدق على السنة الشريفة وعلى إجماع المسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تجتمع أمتي على ضلالة " فإن شيئا من ذلك لا يناقض الآخركما لا يناقض بعضه بعضا، ولكن قد يشتبه منه شيء على كثير من الناس- فالموفق للصراط المستقيم يرده إلى المحكم البين، وهذا هو حكمه.

أما ما عدا الوحي ففيه القول المختلف الذي ينقض بعضه بعضا، يثبت الشيء تارة وينفيه أخرى، أو يأمر به وينهى عنه في وقت واحد، ويفرق بين المتماثلين فيمدح أحدهما ويذم الآخر١.

وجماع الأمركما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أن الكتاب والسنة يحصل منهما الكمال والهدى والنور لمن تدبركتاب الله وسنة نبيه وقصد اتباع الحق وأعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في أسماء الله وآياته، ولا يحسب الحاسب أن شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضا البتة"٢.

وقال الشاطبى: "فإن الذي عليه كل موفق بالشريعة أنه لا تناقض فيها ولا اختلاف فمن توهم ذلك فيها فلم يمعن النظر ولا أعطى وحي الله حقه " ولذلك قال الله تعالى: {أفَلا يَتدبَرُونَ القُرآن} فحضهم على التدبر


١ انظر: التدمرية، القاعدة الخامسة ص ٣٨- ٤٠ لابن تيمية.
٢ الحموية ص ٧٩ تصحيح محمد عبد الرزاق حمزة، ط المدني.

<<  <  ج: ص:  >  >>