للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا الله والله أكبر، ولما وصل الدرعية قصد بيت ابن سويلم العريني فلما دخل عليه ضاقت عليه داره، وخاف على نفسه من محمد بن سعود فوعظه الشيخ وأسكن جأشه، وقال سيجعل الله لنا ولك فرجا ومخرجا" ١.

ما أقوى هذا الإيمان والاتكال على الله تعالى في قلب هذا الشيخ رحمه الله في تلك الأحوال والأهوال التي بلغت معها القلوب الحناجر وتواردت من أجلها الظنون الفواقر، وإيمان الشيخ ثابت في نفسه قادر على طمأنة الآخرين المتزلزلين وتثبيتهم أيضاً هذا هو الشيخ المؤمن القوي، القوي بالإيمان لا بالحديد والنار، والدولة والمال، فقد ذهب عن هذا كله، ولم يتبعه منها شيء، ولم يبق معه سوى مهفة من خوص النخل لارغبة لأحد بها، وأصبح غريبا، يستوحش منه فهذا أقرب تلامذته إليه في منفاه إلى الدرعية يضيق به وبنزوله عليه ذرعا، قد خشي عاقبة أداء الحق في ضيافة الشيخ، وهي أدنى الحقوق وما ذاك إلا لشدة غربة الشيخ وهَوَان دعوته على الناس، وطمعهم في الباطل، وإعجابهم بمنافاة الحق ما يكون، وتسلط الملوك والأمراء على دعاة الخير وأهله تسلطا ملأ الأفئدة رعباً وزلزل القلوب عن بصيرتها واستنارتها، ولكن الشيخ مازال قاعدة صلبة في ثباته على الحق وقوة إيمانه، ومضاء عزيمته على المسير فيما دعا إليه من دين الإسلام بالطريقة التي سار عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.


١ ابن بشر عنوان المجد ١/١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>