قال ابن غنام:"ثم بعد ذلك عزم على المسير عنها (يعني حريملاء) والارتحال والاقامة بالعيينة فجد في الرحيل والانتقال، وذلك بعد أن هدى الله تعالى عثمان بن معمر لقبول هذا الدين الذي أحياه ذو القلب المنور فدخل منه شيء في قلبه " ١. هذا هو حقيقة سبب انتقال الشيخ من حريملاء إلى العيينة الذي هو كما نرى سعي في مصلحة الدعوة إلى عقيدة السلف الصالح التي هي الإسلام، وليس شوقاً إلى مسقط رأسه ومرتع صباه العيينة ولكن هو ما ظهر له من أن العيينة أصلح بلد تنطلق منه الدعوة إلى الله تعالى على نهج السلف الصالح واعتقادهم السليم ولذلك لما جفاه أميرها وخذله على ما سنبينه بحول الله هاجر من العيينة وهجر مرتع صباه ومسكنه يبحث عن ضالته في غيرها.
أثر إقامة الشيخ في حريملاء:
لقد كان لإقامة الشيخ في حريملاء تلك المدة أثر كبير في ما يعود على دعوته إلى الله بالفائدة فكانت إِقامته وجهوده خصوصا بعد وفاة أبيه المرحلة الأولى التأسيسية وهي مرحلة البيان والنشر، فإِن الشيخ بعد أن توفي والده أصبح أكبر شخصية علمية في البلدة والتفتت الأنظار إليه وإلى ما يقول من بيان للتوحيد الذي هو حق الله على العبيد، مما لا عهد لأكثر الناس به حيث كانوا في غفلة عن تقرير التوحيد ونقد المجتمع والبيئة في