للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ساعة منتابة؛ فبادر عثمان لذلك وامتثل وخرج الشيخ معه وجماعتهم على عجل وخرجوا بالمعاول، والكل للأجر آمِل فهدموا تلك المساجد وأزالوا رفيع المشاهد، وأزالوا جميع المحظور عن جميع تلك القبور، وعدلت على السنن المشروع واندرس الأمر الممنوع وهدم رفيع ذلك البناء، وبطل ذلك التعظيم لها والاعتناء، وخر شامخ الأحجار وخر ما في العارض من معبدات الأشجار كشجرة قريوة وأبي دجانة والذيب فلم يكن أحد إلى التبرك بهما ينيب، ولم تسألها من لمْ تتزوج مثل العادات زوجا حبيب١، وليس في تلك الأزمان بغريب وليس وقوع أقبح منه بعجيب، وكان الشيخ رحمه الله تعالى هو الذي باشر قطع شجرة الذيب بيده مع بعض أصحابه فنال من ربه جزيل أجره وثوابه، وقطع شجرة قريوة ثنيان بن سعود ومشاري بن سعود وأحمد بن سويلم وجماعة سواهم فأدركوا من الفوز مناهم، فلم يبق وثن في البلدان التي كانت تحت يد عثمان، وشاع ذلك واستبان ونعم بذلك أهل الإيمان وصلحوا حالا من ذلك المكان وانتشر الحق من ذلك الأوان واشتهر الأمر وبان وسارت بذلك الركبان"٢ انتهى.

وقد نقلته بنصه من تاريخ ابن غنام لأنه تضمن وصفاً واضحا لحماسة الأمير عثمان بن معمر في مناصرة الشيخ ودقيقاً في ذكره ما تم


١ الصحيح (حبيبا) وإنما جرى على السجع.
٢ روضة ابن غنام ج١/ ٣٠- ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>