للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من تنفيذ أمور العقيدة السلفية وما كان لها من أثر في انتشار توحيد الله بالعبادة، وزوال الشرك وعقده من أعمال الناس وقلوبهم، فإِنهم إذا كانوا يعتقدون مثلا أَن قبر الولي يحميهم، وأَن الولي فيه سر النفع والضر ثم وجدوا هذا الولي غير قادر على حماية مقامه وعظمته في النفوس ولا حماية القبة المبنية على قبره والثأر ممن هدمها وأهانه عرفوا بأنهم كانوا على خطأٍ في الاعتقاد بقدرته على النفع والضر ومن ثم خشيته ورجائه وتقريب النذور والقرابين إليه وبذلك تكون الأعمال أَمضى في إِقناع الناس من الأقوال وأنفع من كلام لا نفاذ له فرحم الله الشيخ رحمة واسعة.

ونستخلص وصفاً للحالة النفسية والمقاومة العملية من خلال ما يذكره المؤرخ ابن بشر من قصة هدم القبة المبنية على قبر الصحابي زيد بن الخطاب رضي الله عنه التي عند الجبيلة: " قال الشيخ لعثمان دعنا نهدم هذه القبة التي وضعت على الباطل وضل بها الناس عن الهدى. فقال: دونكها فاهدمها، فقال الشيخ: أخاف من أهل الجبيلة أَن يوقعوا بنا، ولا أَستطيع هدمها إلا وأنت معي، فسار معه عثمان بنحو ستمائة رجل، فلما قربوا منها ظهر عليهم أهل الجبيلة يريدون أن يمنعوها، فلما رآهم عثمان علم ما هموا به. فتأهب لحربهم وأمر جموعه أن تتعزل للحرب فلما رأوا ذلك كفوا عن الحرب وخلوا بينهم وبينها، وقال ابن بشر ذكر لي أن عثمان لما أتاها قال للشيخ: نحن لا نتعرضها. فقال الشيخ أعطوني الفأس فهدمها الشيخ بيده حتى ساواها. ثم رجعوا فانتظر تلك الليلة جهال البدو

<<  <  ج: ص:  >  >>