نشر لميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإحياء لسنته واتباع لملته، ولكل قوم وارث فكما أن الشيخ رحمه الله وأتباعه يرثون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلابد أن يكون للشيخ أعداء من شياطين الإنس والجن، الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، وكلما كان الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتم كلما كانت المشابهة في تطور الأحوال أشد.
ولقد بدأ أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم من علماء السوء في مقاومة الشيخ والكيد له ولدعوته منذ كان في حريملاء؛ ففي إحدى الرسائل التي بعثها الشيخ من العيينة إلى عبد الوهاب بن عبد الله ذكر الشيخ أن عبد الوهاب هذا منذ خمس سنوات وهو يجاهد جهادا كبيراً في رد دين الإسلام فإذا جاءه مساعد أو ابن راجح أو صالح بن سليم وأشباه هؤلاء الذين يلقنهم الشيخ شهادة أن لا إله إلا الله وأن عبادة المخلوقات كفر وأَن الكفر بالطاغوت فرض قام عبد الوهاب يجاهد ويبالغ في نقض ذلك ويستهزىء به١.
وقال ابن غنام ما حاصله: "وأشر الناس والعلماء إنكارا ًعليه وأعظمهم تشنيعاً وسعياً بالشر إليه سليمان بن سحيم وأبوه محمد فقد أَتْهَمَ في ذلك وأَنجد، وجدَّ في التحريش عليه والتحريض، وأرسل بذلك إلى الأحساء والحرمين والبصرة وحشر علماء السوء ونادى وكذب عليه
١ انظر: روضة ابن غنام ١/١٥٧، ١٥٨ وقارن بما في كتاب: الشيخ محمد بن عبد الوهاب ... للدكتور العثيمين ص ٤٥.