الأحساء وبني خالد "سليمان بن محمد" لأن هؤلاء الشياطين والعياذ بالله عرفوا كيف يدخلون على أمير العيينة من جهته فهو يدور فِي فلكه وله عهد خارج ومصالح، وينقاد إلى أمره. فقالوا لأمير الأحساء فيما قالوه من الأكاذيب: إن عثمان بن معمر قد آوى مطوعا١، يريد إخراجكم من ملككم، وإثارة الناس عليكم، وأقل ما يقوله للعامة أن المكوس والعشور التي يأخذها الأمراء باطلة لايقرها الدين، وها هو يرجم امرأة من أجل الزنا بغير أذن منكم ... إلى غير هذا من التحريش والبهتان. ولإثارة الملوك بما يثيرهم ويخوفهم مهما كان.
ويذكر ابن غنام أَنه لما جرت قضية إقامة حد الرجم في العيينة كثرة القيل والقال من أهل البدع والضلال وطارت قلوبهم خوفا وداخلهم من حصول تلك القضية مالم يعاينوا قبله مثله ولم يسمعوا به منذ زمن، وذلك لما ألفوه من الفواحش مقارنة لما كانوا عليه من الشرك، ثم لما أعياهم أن يردوا الحكم المشروع بالسنة والإجماع أمام الشيخ وأنصاره، لجأوا إلى ردها بالمكر والحيلة فشكوه إلى شيخهم الظالم سليمان آل محمد رئيس بني خالد والأَحساء وكان قبحه الله مغرما بالزنا مجاهراً به غير مختف بذلك، وحكايته في ذلك مشهورة وقصصه فيه غير محصورة، فأغروه به وصاحوا عنده وقالوا إن هذا يريد أن يخرجكم من ملككم،
١ المطوع اصطلاح في نجد أنه الَّذي يصلي بالناس ويكون عنده شيء من المعرفة.