للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأقاموا علم الجهاد في سبيل الله، لأن الجهاد في سبيل الله من الواجبات الدينية وهو ذروة سنام أمر الدين١.

وما زالوا على ذلك يجاهدون في سبيل الله وينشرون دين الله تعالى ومحمد بن سعود إمامهم صابر على عداوة الأدنى والأقصى من أهل نجد ومن الملوك المجاورين من كل جهة، وقتل أولاده فيصل بن محمد، وسعود ابن محمد، فما زاده إلا قوة وصلابة في دينه على ضعف منه وقلة في العدد والعدة، وكثرة من عدوهم ووفاء بعهده والتزاما بوعده، واحتسابا لموعد ربه لمن نصر دينه، وفيما جرى منه شبه بما جرى من الأنصار في بيعة العقبة٢.

وليس الأمر كما يزعمه بعض الباحثين في عصرنا هذا حتى ماثل بعض المستشرقين من غير قصد أَن الحروب الإسلامية كان يدفعها جوع المسلمين ومشكلات دنيوية فزعم هذا الباحث أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان يخطط لدعوته مراحل، وأَنه أمر بالجهاد "لتنتقل دعوته إلى مرحلة جديدة ينال فيها بالقوة ما عجز عنه بطريقة الإِقناع والإِغراء" ٣ وأن الأمير محمد بن سعود كان مستعدا للقتال من أجل الدعوة خاصة أَنها وسيلة من وسائل توسيع نفوذه، وإِمكان تحقيق كثير من النجاح


١ انظر: آخر رسالة الأصول الثلاثة للشيخ.
٢ انظر: الدرر السنية ج١١/ ص ٦١، ٦٢.
٣ الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره للدكتور العثيمين ص ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>