للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتقاد راسخ وإيمان قوي١.

ونستطيع أَن ندرك من خلال حديث اللقاء والبيعة بينه وبين الشيخ أنه مدرك لحقيقة الإسلام ومميز لما هو من دين الله ورسوله من غيره بما آتاه الله من صفاء الفطرة ونفوذ البصيرة وما بلغه من الحجة على يد الشيخ وغيره فكان من صدقه ووفائه استجابته وعدم استنكافه عن قبول الحق لما جاءه وإِن كان قد جاءه من مستضعف ثم أدرك شيئا بعيدا فاشترط على الشيخ إِن نصرهم الله أن لا يرتحل عنهم إلى غيرهم لأنه رحمه الله ذو فراسة وذكاء ومن أعظم العقلاء، وأَنه حين لقي الشيخ ورآه عرف الصدق في وجهه وبديهته وتحقق في قوله وحاله حلية أولياء الله وكل عاقل يرغب في أولياء الله وفي قربهم وفعلاً وقع ما كان يتوجسه محمد ابن سعود من مجيء ابن معمر نادما يطلب عودة الشيخ إليه٢.

وحيث كان شأن العاقل أَن ينقاد لأولياء الله فقد انقاد الأمير محمد ابن سعود للشيخ محمد بن عبد الوهاب لأن الأمير من أعظم عقلاء زمانه والشيخ من أعظم أولياء زمانه.

قال أبو نعيم في حلية الأولياء: "واعلم أن لأولياء الله تعالى نعوتاً ظاهرة وأعلاما شاهرة، ينقاد لموالاتهم العقلاء والصالحون، وذكر من نعوت هؤلاء الأولياء ما رواه بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب أشعث ذي


١ الدرر السنية ١٢/٢٩.
٢ انظر: ٢/ ٨١٤ من هذا البحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>