للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقبلت على الله اتحدت وجهتها فذهب التنافس وقلَّ الخلاف، وحسن التعاون والتعاضد واتسع نطاق الكلمة لذلك فعظمت الدولة" ١ اهـ.

وهكذا فإن دولة آل سعود التي عظمت إنما أصلها الدين، أصلها الدعوة إلى الإِسلام والسنة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب فقبلوها وأقاموها خالصة من أي شيء يخالف عقيدة السلف الصالح ونهجهم السليم.

إن الشيخ وابن سعود وأتباعهم قصدوا إقامة دين الله ونشر الإِسلام وإقرار السنة وإماتة البدعة فجعل الله سبحانه وتعالى لهم عاقبة حميدة ونصرهم في نهاية جهادهم وأوصلهم ما كانوا يأملون به رغم كثرة الخصوم وشراستهم، وعداوة الأمراء والملوك من حولهم لهم ولما قاموا به، بالإضافة إلى استمرار معارضة علماء السوء وما أكثرهم وابتلاء الأمة بأشخاص عرفوا بالعلم والديانة ثم انسلخوا من أداء الأمانة وقول الصدق وشهادة الحق في شأن الشيخ وأنصاره وما دعوا إليه من الدين وراحوا يشبهون ويفترون على الإِسلام والمسلمين، ولم تحل خشية الله بينهم وبين كتمان ما أنزل الله من البينات بل لم تحل بينهم وبين افتراء الكذب ولبس الحق بالباطل.

ومع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى كتب لدعوة الشيخ النجاح ولمناصريه العز والتمكين ولخاذليه الذل والإِزالة فها هو عثمان بن معمر


١ مقدمة ابن خلدون ص ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>