للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي طرد الشيخ مهابة من ملك الأَحساء، يجد نفسه وقد ذهبت عنه تلك المهابة وبطل عنه كل ما كان يجد من دون الله تعالى وما وجد غير أن يأتي إلى الدرعية نادما تائبا يرجو من الشيخ أن يعود معه، ثم لما رأى بالبصيرة أن اغتنام بقاء الشيخ قد فاته وظفر به ابن سعود١ لم يجد بدا من أن ينضوي تحت لواء ابن سعود يجاهد في سبيل الله، وهذا مقتضى العقل وعين الحق الذي لا مفر منه ثم نلمح الوفاء والكرم من الشيخ ومحمد بن سعود يكرمون هذا العزيز الذي ذل ويجعلونه أمير الغزو كله بمثابة القائد العام للجيوش التي هي عدد الأمة وعدتها يريدون بذلك إعادة اعتباره بين قومه، والإِبقاء على مكانته وإشباع طموحه في الزعامة والذي كان هو سبب ضعفه عن نصرة الإِسلام عسى أن يجد في الإِسلام ما فقده في غيره وعسى أن يغتبط بهذا الفضل وينسى ما يطمح إليه وقد قصر عن مستواه٢، ولكنه ظل متأرجحاً بين الحق والباطل ثم أدركه حب الرياسة والاستقلال، وأعمته الأنفة عن طريقه الذي سلكه وهو الصواب، ولم يصبر على ما توهم أنه تبعية مذلة لابن سعود وابن عبد الوهاب فنزعت به نفسه إلى سلوك ما يريب منه ويشينه ويفتح عليه باب المؤاخذة والعقوبة فيقتله بعض جماعته من أهل العيينة بسبب ذلك٣، والعيينة يحرسها الله


١ روضة ابن غنام ٢/ ٤.
٢ ابن بشر، عنوان المجد ١/ ٢١، وروضة ابن غنام ٢/٩، ١٠، ١١، ١٢، ١٣، ١٤.
٣ المرجع السابق ابن بشر ١/٢٣، ٢٤. وروضة ابن غنام ٢/ ٩، ١٠، ١١، ١٣،١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>