بقلم الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله تعالى.
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن علماء الإسلام وحملة هذه الشريعة لم يزالوا في كل زمان ومكان يجاهدون في سبيل الله أعظم جهاد، وذلك بإظهار الحق والدعوة إليه، وقمع الباطل ودَحْض أهله، ونشر العلم الصحيح الذي ورثوه، وتوارثوه عن أسلافهم قَرْنًا بعد قرن، والذي خلَّفه لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وكم لقوا وقابلهم من أعداء السنة والدين مِن ظلم، وقذف واعتراض، وتضليل وتخطئة، ونحو ذلك؛ ولكن ذلك لم يزدهم إلا صمودا وتصلبا في تمسكهم بالحق، وتشبثهم بأهداب هذا الدين، وسعيهم في الرد على أولئك المبطلين، وتفنيد ما يلفقونه من شُبَهٍ وأوهامٍ يُرَوِّجُون بها باطلَهم.