ومحمد صادق؛ لأنه لم يرد في الحديث النهي عن ذلك، وقد كان في الصحابة من اسمه: مالك، ونافع، ومحسن، وفي التابعين جعفر الصادق، وغيره.
والله أعلم.
القراءة على القبور وحمل المصاحف إلى القبور
(المسألة الحادية والعشرون) : في القراءة على القبور، وحمل المصاحف إلى القبور، وكما يفعل بعض الناس يجلسون سبعة أيام بالمصاحف على القبور، ويسمونها الشدة، وكذلك اجتماع الناس عند أولياء الميت، ويجلسون سبعة أيام، ويقرؤون فاتحة الكتاب على ساعة، ويرفعون أيديهم بالدعاء، وكذلك يجمعون الناس عند بيت ولي الميت، ويقرءون القرآن، ويطعمون الطعام؛ فهل هذه الأفعال من أفعال الجاهلية المبتدعة
(الجواب) : إن القراءة على القبور، وحمل المصاحف إلى القبور كما يفعله بعض الناس، يجلسون سبعة أيام، ويسمونها الشدة، وكذلك اجتماع الناس عند أهل الميت سبعة أيام، ويقرؤون فاتحة الكتاب، ويرفعون أيديهم بالدعاء للميت؛ فكل هذا من البدع والمنكرات المُحْدَثة التي يجب إزالتها؛ ولم يكن يُفعل على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم -ولا في عهد خلفائه الراشدين من ذلك شيء.
ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، قال الله- تعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}[الأحزاب من الآية: ٢١] .
وقال- تعالى-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً}[المائدة من الآية: ٣] .ولم يمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حتى أكمل الله به دين الإسلام. وثبت في الصحيح عن عائشة-رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ١، وفي حديث العرباض بن سارية الذي أخرجه أبو داود في سُننه وأحمد في مسنده
"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي، عضوا عليها
١ البخاري: الصلح (٢٦٩٧) , ومسلم: الأقضية (١٧١٨) , وأبو داود: السنة (٤٦٠٦) , وابن ماجه: المقدمة (١٤) , وأحمد (٦/٧٣ ,٦/١٤٦ ,٦/١٨٠ ,٦/٢٤٠ ,٦/٢٥٦ ,٦/٢٧٠) .