وصفاً وملكاً فهو المحمود في ذاته وهو الّذي بجعل من يشاء من عباده محموداً.
وكذلك العزّة كلّها له وصفاً وملكاً، وهو العزيز الذّي لا شيء أعزّ منه ومن عزّ من عباده فبإعزازه له.
وكذلك الرّحمة كلّها له وصفاً وملكاً.
وكذلك البركة فهو المتبارك في ذاته والّذي يبارك فيمن يشاء من خلقه، وعليه فيصير بذلك مباركاً:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين}[غافر: من الآية: ٦٤] ، {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَاْلأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[الزّخرف، الآية: ٨٥] ، وهذا البساط إنّما هو غاية معارف العلماء الّذين من أهل حواشيه وأطرافه.
وأمّا ما وراء ذلك فكما قال أعلم الخلق وأقربهم إلى الله وأعظمهم عنده جاها"لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك"وقال في حديث الشّفاعة الطّويل:"فأخبر ساجداً لربّي فيفتح عليّ من محامده بما لا أحسنه الآن"وفي دعاء الهمّ والغمّ"أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك"، فدل على أنّ لله سبحانه أسماء وصفات استأثر بها في غيبه دون خلقه لا يعلمها ملك مقرب ولا نبيّ مرسل، وحسبك الإقرار بالعجز والوقوف عند ما أذن لنا فيه من ذلك، فلا نغلو فيه ولا نجفو عنه. وبالله التّوفيق انتهى وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وسلّم.