للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتشكيكات الرازي١ وكان خروج هؤلاء نتيجة للانحطاط الفكري الذي أصاب الأمة الإسلامية بسبب بعدها عن منهج الوحي.

ثم نظر الله لعباده وانتصر لكتابه ودينه، وأقام جنداً تغزو ملوك هؤلاء بالسيف والسنان، وجنداً تغزو علماءهم بالحجة والبرهان.

ثم نبغت نابغة منهم على رأس القرن الثامن، فأقام الله لدينه شيخ الإسلام أبا العباس ابن تيمية قدس الله روحه، فأقام على غزوهم مدة حياته باليد والقلب واللسان وكشف للناس باطلهم وبين تلبيسهم وتدليسهم وقابلهم بصريح المعقول وصحيح المنقول وشفى واشتفى، وبين مناقضتهم ومفارقتهم لحكم العقل الذي به يدلون وإليه يدعون، وأنهم أترك الناس لأحكامه وقضاياه فلا وحي ولا عقل، فأرداهم في حفرهم، ورشقهم بسهامهم، وبين أن صحيح معقولاتهم خدم لنصوص الأنبياء شاهدة لها بالصحة. وتفصيل هذه الجملة موجود في كتبه٢ التي حصل بها من الخير والنفع الكبير ما لا يحصيه إلا الله، ولا نزال ونحن في القرن الخامس عشر من الهجرة ننهل من معينها الصافي،


١- فخر الدين محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري يقال له «ابن خطيب الري» ولد في الري سنة ٥٤٤هـ وتوفي في هراة سنة ٦٠٦هـ. وهو منظر الأشعرية المتأخرة، أخذ مادته الكلامية من كلام أبي المعالي الجويني والشهرستاني، ومن كلام أبي الحسين البصري، ومادته الفلسفية من كلام ابن سينا والشهرستاني أيضاً.
(انظر البداية والنهاية ١٣/٥٣،٥٤) (بغية المرتاد ٤٥٠،٤٥١) .
٢- الصواعق المرسلة ٣/١٠٧٤،١٠٨٠ «بتصرف»

<<  <   >  >>