للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مذهبه في القول بخلق القرآن، والقدر وغير ذلك، وكان الناس يذمون مروان لنسبته إليه١ وقيل: إنه كان مؤدبا له في صغره٢ فقد كان مولد مروان بالجزيرة في سنة اثنتين وسبعين للهجرة٣ وذكر أنه كان مؤدباً له ولولده.٤

وبسبب مروان بن محمد انتشر فكر الجعد في الجزيرة الفراتية قال ابن القيم: (وإنما نفق عند الناس لأنه كان معلم مروان بن محمد وشيخه، ولهذا يسمى مروان الجعدي)

وانتقل الجعد بعد ذلك من الجزيرة إلى دمشق، وسكنها وهي يوم ذلك عاصمة الخلافة، وحاضرة العلم والعلماء، ولعل المبرر في انتقاله إليها: محاولته لبث فكره المنحرف الضال على نطاق أوسع، لما تمثله دمشق في ذلك الوقت من كونها دار الخلافة ومركز الحضارة والعلم، وملتقى العلماء وطلاب العلم.

ويظهر هذا القصد جلياً في إظهار الجعد لبدعته، ومحاولته لطرحها في مجالس العلماء، ومجادلتهم في ذلك، كما هي حال أمثاله من المبتدعة الزنادقة الذين يستخدمون مثل هذه الأساليب في نشر فكرهم المنحرف.

قال ابن كثير: (سكن الجعد دمشق، وكانت له بها دار بالقرب من القلاسيين إلى جانب الكنيسة)


١- الكامل ٥/١٦٠، تاج العروس ٢/٣٢١.
٢- الأعلام ٢/١٢٠.
٣- سير أعلام النبلاء ٦/٧٤.
٤- الفهرست ص٤٠١.
٥- مختصر الصواعق ١/٢٢٦، ٢٢٧.
٦- البداية ٩/٣٥٠.

<<  <   >  >>