للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- وهناك مسلك رابع: وهو مسلك أصحاب وحدة الوجود الذين يعطون أسماءه سبحانه لكل شيء في الوجود، إذ كان وجود الأشياء عندهم هو عين وجوده ما ثمت فرق إلا بالإطلاق والتقييد.١

وهذا منتهى قول طوائف المعطلة.٢ وغاية ما عندهم في الإثبات قولهم هو: (وجود مطلق) أي وجود خيالي في الذهن، أو وجود مقيد بالأمور السلبية،٣

القول الثاني: أن الله يسمى باسمين فقط هما: "الخالق" و " القادر"

وهذا القول منسوب للجهم بن صفوان.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كان الجهم وأمثاله يقولون: إن الله ليس بشيء، وروى عنه أنه قال: لا يسمى باسم يسمى به الخلق، فلم يسمه إلا "بالخالق" و"القادر" لأنه كان جبريا يرى أن العبد لا قدرة له."٤

وقال رحمه الله: "ولهذا نقلوا عن جهم أنه لا يسمى الله بشيء، ونقلوا عنه أنه لا يسميه باسم من الأسماء التي يسمى بها الخلق: كالحي، والعالم، والسميع، والبصير، بل يسميه قادراً خالقاً، لأن العبد عنده ليس بقادر، إذ كان هو رأس الجهمية الجبرية"٥


١- شرح القصيدة النونية للهراس ٢/١٢٦.
٢- الصفدية ١/٩٨، ٩٩.
٣- الصفدية ١/١١٦، ١١٧.
٤- منهاج السنة ٢/٥٢٦، ٥٢٧، الانساب للسمعاني ٢/١٣٣.
٥- درء تعارض العقل والنقل ٥/١٨٧، مجموع الفتاوى ٨/٤٦٠.

<<  <   >  >>