للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دون الحكم، إذ كان الفقهاء الذين يضاف إليهم هذا القول مثل حماد بن أبي سليمان وأبي حنيفة وغيرهما مع سائر أهل السنة متفقين على أن الله يعذب من يعذبه من أهل الكبائر بالنار ثم يخرجهم بالشفاعة، وعلى أنه لابد في الإيمان أن يتكلم بلسانه، وعلى أن الأعمال المفروضة واجبة وتاركها مستحق للذم والعقاب. فكان الخلاف معهم في الأعمال هل هي من الإيمان؟، وفي الاستثناء ونحو ذلك عامته نزاع لفظي.١

وصارت المرجئة بعد ذلك على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: الذين قالوا "الإيمان تصديق القلب وقول اللسان" وهؤلاء يسمون مرجئة الفقهاء. وهم علماؤهم وأئمتهم وأحسنهم قولاً.

وقد استقر إرجاء الفقهاء على ثلاثة أسس هي:

١- زعمهم أن العمل لا يدخل في مسمى الإيمان وأن الإيمان هو التصديق.

٢- زعمهم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص.

٣- زعمهم أنه لا يجوز الاستثناء في الإيمان.

القسم الثاني: الذين قالوا: "هو تصديق القلب فقط" وإن لم يتكلم به.

وهذا قول الجهمية، وهو الذي نصره الأشعري وأكثر أصحابه. فالجهم كان يقول إن الإيمان مجرد تصديق القلب وإن لم يتكلم به. وهذا القول لا يعرف عن أحد من علماء الأمة وأئمتها، بل أحمد ووكيع وغيرهما كفروا من قال بهذا القول. ولكن هذا هو الذي نصره الأشعري وأكثر أصحابه؟! ولكن قالوا


١- مجموع الفتاوى ١٣/٣٨،٤٨.

<<  <   >  >>