للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبعض الخلفاء، ثمَّ أفرد باباً لتفسير غريب أحاديث النساء، ثم ختم الكتاب بذكر أحاديث غير منسوبة، سمع أهلَ اللغة يذكرونها.

ولم يحدد ابن قتيبة ضابطَ الغريب عنده، بيدَ أنَّه كان يُورد أحاديث فيها مشكل، وكان يحضُّ على معرفة معناها حتى لا يقع في الصدر عارضُ الشك فيها.

وقد وصلَتْنا المجلدةُ الخامسة من غريب الحديث للإمام أبي إسحاق إبراهيم ابن إسحاق الحربي (١) المتوفى سنة ٢٨٥هـ. وقد حاول (٢) أن يجمع في كتابه بين طريقة المحدِّثين- وهي جمع الأحاديث على المسانيد، أي: الأحاديث المروية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من طريق صحابي ـ وطريقة اللغويين، وهي نظام التقاليب والمخارج من الحلق، فأول الحرف حروف الحلق، ثمَّ الأقرب فالأقرب، ثمَّ تُقَلَّب الكلمة التقاليب الستة، ويبيَّن المهمل والمستعمل من تقاليبها. وقد أطال الحربي كتابه بالأسانيد وسَوْق المتون بتمامها، ولو لم يكن في المتن من الغريب إلا لفظة واحدة (٣) .

ثمَّ يأتي كتاب السَّرَقُسْطي (٤) القاسم بن ثابت المتوفى سنة ٣٠٢هـ"الدلائل في غريب الحديث"وقد بدأ بأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم الصحابة، مقدِّماً الخلفاء، فالعشرة، فالتابعين. وقد أفادَ السَّرَقُسْطي من جهود سابقيه، وأوردَ أقوالهم في تفسير ما يُورده من الغريب، وكان من منهجه


(١) انظر في ترجمته: تاريخ بغداد: ٦/ ٢٧، وإنباه الرواة: ١/ ١٥٥، وسير أعلام النبلاء: ١٣/ ٣٥٦.
(٢) انظر: مقدمة تحقيق الكتاب: ١/ ٩٥.
(٣) انظر: الرسالة المستطرفة: ص / ١٥٤.
(٤) انظر في ترجمته: طبقات النحويين للزبيدي: ص /٢٨٤، والبغية: ٢/ ٢٥٢.

<<  <   >  >>