للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مجتمعةً"فإنَّه إذا فُرِّقَ لا يكاد يُفهم الغرض منه"وذلك كما في الحديث (١) : "وإنَّ ممَّا يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أو يُلِمُّ، إلا آكلة الخَضِر فإنها أكلَتْ، حتى إذا امتدَّتْ خاصِرتاها استقبلَتْ عينَ الشمسِ فثَلَطَتْ وبالَتْ ثم رَتَعَتْ....".

وفي حديث الكوثر (٢) : "طِينُه المِسْكُ، ورَضْراضُه التُّوم" يقول: "الرَّضْراض: الحصى الصِّغار، والتُّوم: الدُّرُّ".

٣ ـ وقد يرى أحد علماء الغريب رأياً في جذر لفظةٍ من ألفاظ الغريب، فيورد ابن الأثير المادة اللغوية وَفْقَ مذهب من يخالفه، وَيُعَقِّب على ذلك بما يراه من وجهته صحيحاً. فقد أورد حديث حذيفة (٣) "لَتَبْتَلُنَّ لها إماماً" أي: لَتَخْتارُنَّ"

ثم قال: "هكذا أورده الهرويُّ في هذا الحرف، وجعل أصله من الابتلاء: الاختبار، وغيرُه ذكره في الباء والتاء واللام، وكأنه أشبه".

وقد يكون لِلَفْظِ الغريب روايتان أو أكثر، فيحرص ابن الأثير على ذِكْرِ هذه الروايات مكررةً بحسب مواردها اللغوية، بناءً على أنَّ المُراجِع قد يستحضر روايةً معينة، ولا يستحضر غيرها، فيعود إلى موضعها ليجدَها. فقوله صلى الله عليه وسلم (٤) : "أعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْن"شرحه في مادة (كون) ثم قال: "ويروى بالراء: الكَوْر، وقد تقدم" (٥) .


(١) النهاية: ٢ / ٤٠.
(٢) النهاية: ٢ / ٢٢٩.
(٣) النهاية: ١ / ١٥٦، الغريبين: ١ / ٢١٠.
(٤) النهاية: ٤ / ٢١١.
(٥) انظر: النهاية: ٤ / ٢٠٨.

<<  <   >  >>