للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فمادة أبس، فمادة أَبض، وهكذا تبقى، ويراعي ترتيب الأوائل فالثواني فالثوالث داخل المادة الواحدة إن تَوافَرَتْ معها مادة من الأحاديث تُوَفَِّي ذلك.

٢ ـ دأب ابن الأثير على أن يكتفي بشرح اللفظة الغريبة التي تدخل في المادة اللغوية التي عقدها، فإن ورد غريبان أو أكثر في الحديث نفسه اكتفى بغريب الباب، وإن أراد المُراجِع معرفة باقي غريب الحديث الذي أورده فَلْيتتبَّعْ مَظانَّه في سائر المواد وَفْقَ حرفه الهجائي:

ففي حديث أُصَيْل الخزاعي (١) حين قَدِم عليه المدينة قال له: كيف تَرَكْتَ مكة؟ قال: تركتُها وقد أحْجَنَ ثُمامُها، وأَعْذَق إذخِرُها، وأَمْشَرَ سَلَمُها. فقال: "إيهاً أُصَيْلُ، دعِ القلوبَ تَقِرُّ" فقد اختار من نص الحديث لفظة"إيه"لأنها هي المَعْنِيَّة في ترتيب المواد وفق حروف المعاجم، فيشرحها بقوله: "أي: كُفَّ واسكت، ثم يُوَزِّع الألفاظ الغريبة في هذا الحديث على الحروف الهجائية المختلفة. وفي حديث صلاة الأوَّابين (٢) "حين تَرْمَضُ الفِصال" شرح لفظة"الأوَّابين"وأحجم عن شرح"تَرْمَضُ الفِصال".

وفي حديث سليمان (٣) : "احشروا الطير إلا الشَّنقاءَ والرَّنقاء والبُلَتَ"، شرح"البُلَتَ"بقوله: "طائر مُحْرِق الريش"، ولم يشرح الباقي.

بيد أنَّ ابن الأثير في أحيان نادرة يضطر إلى شرح ألفاظ الحديث


(١) النهاية: ١ / ٨٧.
(٢) النهاية: ١ / ٧٩.
(٣) النهاية: ١ / ١٥٠.

<<  <   >  >>