للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سيتبين لنا في تفصيل منهجه.

ويرى الدكتور حسين نصار (١) في دراسته حركة التأليف في صناعة المعاجم العربية من خلال مدرسة الحرف الهجائي الأول أنَّ معجم"أساس البلاغة"للزمخشري له فضل السبق إلى هذه الطريقة"، وكان ذلك للمرة الأولى في تاريخ المعاجم العربية العامة، وإن سبَقَتْه رسائل صغيرة"، ويزهو الزمخشري في مقدمة"أساس البلاغة"باهتدائه إلى هذا الترتيب فيقول (٢) : "وقد رُتِّب الكتابُ على أشهر ترتيبٍ مُتَداوَلاً، وأسهلهِ متَناوَلاً، يَهْجُم فيه الطالب على طَلِبَتِه، موضوعة على طرف الثُّمام (٣) وحَبْلِ الذِّراع، من غير أن يحتاج في التنقير عنها إلى الإيجاف والإيضاع (٤) ، وإلى النظر فيما لايُوصَل إلا بإعمال الفكر إليه". ولكن لا يفوتُنا أن نشير إلى أنَّ الهروي (ت: ٤٠١هـ) في "الغريبين" (٥) أسبق من الزمخشري (ت: ٥٣٨هـ) في"أساس البلاغة"، وإن كان اتجاه المصنِّفَيْن مختلفاً، فالهروي يضع معجماً في غريب الحديث، والزمخشري يضع معجماً لمفردات اللغة، ذلك أنَّ حقل التصنيف اللغوي يستوعب الاتجاهين معاً.

يبدأ معجم ابن الأثير بحرف الهمزة، ويندرج تحته عنوان بارز: "باب الهمزة مع الباء"، وتحت هذا العنوان مادة أَبب، ثم مادة أبد، ثم مادة أبر،


(١) المعجم العربي: ص / ٦٩٣.
(٢) أساس البلاغة: (ل) .
(٣) قولهم: "هو مني على طرف الثمام وعلى حبل الذراع""إذا كان حاضراً قريباً.
(٤) الإيجاف والإيضاع: ضربان من السير.
(٥) أشرنا في حركة التأليف في الغريب إلى أنَّ كتاب الجيم لشَمِر كان السابق في اختيار هذا المنهج المعجمي، ولكنه لم يصلنا.

<<  <   >  >>