للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يُقال: أَبَسْتُه أَبْسَاً وأَبَّسْتُه تَأْبِيساً".

وقد يرى مناسبة لذكر لغات الفعل، ففي الحديث (١) : "لمَّا قَدِمَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة انجفل الناسُ قِبَلَه يقول: "أي: ذهبوا مسرعين نحوه. يُقال: جَفَلَ وأَجْفَلَ وانجَفَل".

وفي حديث (٢) : "أنَّ عجوزاً دخلت عليه فسألها فأَحْفَى يقول: "أَحْفَى فلانٌ بصاحبه، وحَفِي به، وتَحَفَّى، أي: بالغ في بِرِّه، والسؤال عن حاله".

ويُعْنى ابنُ الأثير بضبط الغريب الوارد في المادة، والنصُّ على هذا الضبط، كأن يقول (٣) في حديث": "إنكم سَتَلْقَوْنَ بعدي أَثَرَة"."الأَثَرة -بفتح الهمزة والثاء- الاسم من: آثَرَ يُؤْثِر إيثاراً، إذا أعطى، والاستئثار: الانفراد بالشيء". وقد يكون ثمة أقوال في تفسير الغريب الوارد في الشاهد، فيجمع ابن الأثير هذه الأقوال، ففي حديث (٤) : "لا تقتلوا عَسِيفاً ولا أسيفاً"."الأسيف: الشيخُ الفاني، وقيل: العبد، وقيل: الأسير".

وقد يرى حاجةً إلى بيان لغات قبائل العرب ونسبةِ كلِّ لغة إلى قبيلةٍ بعينها، وذلك في سياق بيان المادة اللغوية المتصلة بغريب الحديث، وقد كان اللغويون مَعْنِيِّين بتصنيف قبائل العرب، ومعرفة بطونها وأفخاذها، لتمييز الفصيح من غير الفصيح منها، وعَزْوِ ما وَرَدَ من شواهد السماع العربي إلى أصولها من القبائل العربية.


(١) النهاية: ١ / ٢٧٩.
(٢) النهاية: ١ / ٤٠٩.
(٣) النهاية: ١/ ٢٢.
(٤) النهاية: ١ / ٤٨.

<<  <   >  >>