للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد يُبدي ابنُ الأثير في"نهايته"حِرْصاً على تعيين اسم القبيلة التي تجري على لسانها اللهجة الواردة في غريبه، أو تراه ينقل أقوال اللغويين في المسألة. من ذلك قوله في الحديث (١) : "أَصْبح بحمد الله بارئاً"، أي: مُعافى. يقال: بَرَأتُ من المرض أبْرَأُ بَرْءاً بالفتح، فأنا بارِئٌ، وأبرأني الله من المرض. وغير أهل الحجاز يقولون بَرِئْتُ - بالكسر- بُرْءاً".

ومن ذلك قولُه في حديث صلاة الحائض (٢) : "قد كُنَّ نساءُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يَحِضْنَ فأَمَرَهُنَّ أن يَجْزِين أي: يَقْضِين". قال الجوهري (٣) : "وبنو تميم يقولون: أجزَأَتْ عنه شاةٌ، بالهمز. أي: قَضَتْ".

وعَرَض لحديث: "واغفر لنا حَوْبَنا" أي: إثمنا وتفتح الحاءُ وتضم. وقال (٤) : "وقيل: الفتح لغة الحجاز، والضم لغة تميم".

وفي حديث ابن عباس (٥) : "أجاز لها العِِيَرات"جمع عِير. قال سيبويه (٦) : "اجتمعوا فيها على لغة هُذَيل"يعني تحريك الياء والقياس التسكين.

وقد يَحْكُمُ بغير الفصاحة على بعض اللغات التي قيلت إزاء لغة الحديث، من دون أن ينسبَ هذه اللغة إلى قبيلة بعينها. يقول في حديث (٧) "آمِرُوا


(١) النهاية: ١ / ١١١.
(٢) النهاية: ١ / ٢٧٠.
(٣) الصحاح (جزى) ٦ / ٢٣٠٢.
(٤) النهاية: ١ / ٤٥٥.
(٥) النهاية: ٣ / ٣٢٩.
(٦) الكتاب: ٣ / ٦٠٠.
(٧) النهاية: ١ / ٦٦.

<<  <   >  >>