للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وورد"بَرْثان"فيقول (١) : "بفتح الباء وسكون الراء، وادٍ في طريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بدر، وقيل في ضبطه غير ذلك".

وقد يكون بيان معنى الحديث الغريب في حاجة إلى تقدير محذوف، فيُعنى بتعيينه ليتمَّ المعنى في ذهن من يراجع"نهايته". ففي الحديث (٢) : "كان يأمرنا أن نصوم الأيام البيض". يقول: "هذا على حذف المضاف، يريد أيام الليالي البيض، وهي الثالثَ عشرَ والرابعَ عشرَ والخامس عشرَ".

وفي الحديث (٣) : "قالت: أجَنَّك من أصحاب محمد تقول هذا؟ ". قال: "تريد من أجل أنَّك، فحذفت "من" واللام والهمزة، وحُرِّكت الجيم بالفتح والكسر، والفتح أكثر. وللعرب في الحذف باب واسع".

وفي حديث عائشة (٤) - رضي الله عنها -: "تزوَّجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بيتٍ قيمته خمسون درهماً". قال: "أي متاع بيت، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مُقامه".

وقد يُعنى ابن الأثير بإيراد نظائر لِلَّفْظة الواردة في غريب الباب، وشأنُ مُصَنَّفه شأنُ بعض المصنفات في فقه اللغة، التي تخصصت بهذا الجانب. وما كتاب الثعالبي: "فقه اللغة" عنَّا ببعيد، إذ حشد لكل معنىً من المعاني الواردة على ألسنة الكتَّاب، نظائر ومتشابهات، تُعين المتأدب في رسائله، وتعبيره عن مقصوده.


(١) النهاية: ١ / ١١٣.
(٢) النهاية: ١/ ١٧٣.
(٣) النهاية: ١ / ٢٧.
(٤) النهاية: ١/ ١٧٠.

<<  <   >  >>