للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك قوله في حديث (١) : "من لم يُجْمِع الصيام من الليل فلا صيامَ له". "أجْمَعْتُ الرأي، وأَزْمَعْتُه، وعزمتُ عليه بمعنىً".

وفي حديث (٢) : "جمّ الغفير" يقول: "يقال: جاء القوم جمَّاً غفيراً، جُعلت الكلمتان في موضع الشمول والإحاطة، وهو منصوب على المصدر كـ: طُرَّاً وقاطبة".

وفي حديث (٣) : "الأرواح جنود مُجَنَّدة". يقول: "مجنَّدة أي: مجموعة كما يقال: ألوف مؤلَّفة، وقناطير مقنطرة".

ويقول في حديث سطيح (٤) : "فإنَّ ذا الدهر أطوار دهارير"، قال الجوهري (٥) : يقال: "دهرٌ دهارِير، أي: شديد، كقولهم: ليلة ليلاء، ويوم أَيْوَم".

وتعاملَ ابنُ الأثير مع طرف من لحن العامَّة، إن اتصلت مسائله بمادة الغريب، التي يَعْرِضُ لها، وشارك في جهودِ كثيرٍ من اللغويين في هذا الباب، فقد يمرُّ بلفظٍ أو تركيبٍ أو استعمالٍ أو دلالةٍ، فيشير إلى اللحن الشائع في صياغتها. فقد أورد الحديث (٦) : "فَضْلُ عائشة على النساء، كفضل الثَّريد على سائر الطعام"أي: باقيه، ويقول: "والناس يستعملونه في معنى الجميع، وليس بصحيح، وقد تكررت هذه اللفظة في الحديث، وكلها بمعنى باقي الشيء".


(١) النهاية: ١ / ٢٩٦.
(٢) النهاية: ١ / ٢٩٩.
(٣) النهاية: ١ / ٣٠٥.
(٤) النهاية: ٢ / ١٤٤.
(٥) الصحاح: (دهر) ٢ / ٦٦١.
(٦) النهاية: ٢ / ٣٢٧.

<<  <   >  >>