للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تبع الثمرة"، و"الناس كإبل مئة".

بناءً على هذا أرجِّح أن تكون علامتا (س، هـ) الواردتان في"النهاية"رمزين لاقتباسه نصَّ حديث غريب من كتابَيْ الهروي وأبي موسى، ولا تدلان على اقتباس مادة علمية في شرح الحديث الغريب.

وننتقل إلى الجانب الثاني من الاقتباس: هل كان ابن الأثير يلتزم بدقةٍ هذين الرمزين؟ تبيَّن لنا أنَّ الالتزام ليس بدقيق. من ذلك قول ابن الأثير (١) في مادة (أبن) : "س، وفي حديث المبعث: هذا إبَّان نجومه". وهذا الحديث لم يرد عند أبي موسى. وقول ابن الأثير (٢) في مادة (أبه) : "س، ومنه حديث عائشة في التعوذ من عذاب القبر: "أشيءٌ أَوْهَمْتُه لم آبَهْ له". وهذا الحديث لم يَرِدْ عند أبي موسى.

وهذه أمثلة من الموازنة بين النهاية والغريبين:

في"النهاية" (٣) : "هـ: ومنه حديث تبوك: "والعين تَبِضُّ بشيء من ماء". ولم يرد هذا الحديث في"الغريبين".

وفي"الغريبين" (٤) : "أنَّه كان يُبْعِد في المذهب إلى الخلاء". وورد في"النهاية" (٥) من غير إشارة إلى كتاب الهروي.


(١) النهاية: ١ / ١٧.
(٢) النهاية: ١ / ١٨.
(٣) النهاية: ١ / ١٣٢.
(٤) الغريبين: ١ / ١٨٥.
(٥) النهاية: ١ / ١٣٩.

<<  <   >  >>