للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وورد في"الغريبين" (١) : "العجوةُ شفاءٌ من السّم ونزل بَعْلُها من الجنة" وورد كذلك في"النهاية" (٢) من غير أن يتقدمه الحرف (هـ) .

وثمة احتمال قوي عندي بأنَّ أصل النسخة الخطية التي كتبها ابن الأثير أو كتب توثيقه عليها، حدَّدَت بدقة ما اقتبسه من أحاديث غريبة من كتابَيْ أبي موسى والهروي، بيد أنَّ هاتين العلامتين (هـ، س) أصابهما الاختلاط لدى النسَّاخ الذين كانوا لا يميزون بين العلامتين، أو لا يتقيدون بإثباتهما، فلم يَعُدْ لهما مع تعدُّد النسخ قيمة موضوعية في التحديد الدقيق لمصدر الأحاديث، فما هو لأبي موسى قد يُسْبَق بـ: (هـ) ، وما هو للهروي قد يُسْبَق بـ: (س) ، وما هو من غيرهما قد يُسْبَق بإحدى هاتين العلامتين

وبناءً على ما سبق فإنَّ ثمة مأخذاً على ابن الأثير يَرِدُ على ظاهر ما هو مُسَجَّلٌ في النسخة المطبوعة من كتابه، فلم يكن دقيقاً في تحديد ما اقتبسه من كتابي الهروي وأبي موسى من أحاديث غريبة. والراجح لديَّ أنَّ ذلك ليس مَأْخذاً عليه، وإنما كان ملتزماً بالتعيين الدقيق على أصل نسخةٍ لديه، ثم تعاوره النُّساخ بالتبديل والعبث، فلم يعد لهذه العلامات قيمة موضوعية، وضاع التحديد الدقيق الذي يريده من العَزْوِ. والله أعلم.


(١) الغريبين: ١ / ١٨٨.
(٢) النهاية: ١ / ١٤٢.

<<  <   >  >>