للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}

فيه مسائل:

الأولى: أمر الملك بالإتيان به ليأخذ عنه مشافهة، وكذلك يفعل العقلاء والسفهاء في الأمر الذي "يهتون"١ به.

الثانية: أن طلب العلم الذي يزحزح عن النار ويدخل الجنة أحق بالحرص من جميع المهمات٢.

الثالثة: هذا الأمر العظيم الذي "لم يسمع بمثله"٣ ولهذا قال "صلى الله عليه وسلم": "ولو" ٤ لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي" ٥

الرابعة: قوله: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ} ٦.


١ في "ب": "يتهمون".
٢ لعله يشير إلى أن الملك قد حرص على علم تأويل رؤياه فكان عند يوسف "عليه السلام" علم تأويلها فأخرج من السجن بسبب ذلك ففيه أن العلم ينفع صاحبه، فينبغي أن يحرص المرء على العلم الذي هو أعلى العلوم وأشرفها، وهو الذي يكون به الفوز بالجنة والنجاة من النار. والله أعلم.
٣ في "ض" و "ب": لم يسمع مثله. وفي المطبوعة: لم يسمح بمثله.
٤ في "ض"و "س"والمطبوعة "لو".
٥ أخرجه البخاري في صحيحه في مواضع منها/ كتاب أحاديث الأنبياء/ باب قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} "الفتح ٤٧٣:٦" ح "٣٣٧٢".
ومسلم في صحيحه في مواضع منها/ كتاب الإيمان/ باب زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة "١٣٣١" ح "١٥١"
٦ انظر ما تقدم ص "٣٠٨,٣٠٩".

<<  <   >  >>