وانظر أقوال من ذكر من السلف في تفسير ابن جرير "١٤: ٣- هـ" والدر المنثور "٦٢:٥- ٦٥". كما أن في هذه الآية أيضا ردا على الخوارج في إنكار عذاب القبر كما سيأتي ص "٤٠٣". انظر عقيدة الخوارج في مقالات الإسلاميين للأشعري "٨٦-١٢٧" والفرق بين الفرق للبغدادي "٧٣" والملل والتحف للشهرستاني "١: ١١٤". ١ المعتزلة: هم أتباع واصل بن عطاء الغزال "ت ١٣١" سموا بذلك لاعتزال رئيسهم هذا مجلس الحسن البصري، حينما جاء رجل وسأل الحسن عن حكم مرتكب الكبيرة. فابتدر واصل الجواب قائلا بأن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر، وإنما هو بمنزلة بين المنزلتين "الإيمان والكفر"، ثم اعتزل إلى ناحية وأخذ يقرر ما ذهب إليه معتزلا شيخه والأمة كلها. ثم افترقت المعتزلة إلى فرق كثيرة تجمعها أصول خمسة وهي: ١- التوحيد: ويتضمن عندهم نفي صفات الباري جل وعلا، والقول بخلق القرآن. ٢- العدل: وبه ينفون القدر، زاعمين أن الله لم يشأ ما لم يأمر به أو نهى عنه من أعمال العباد. ٣- الوعد والوعيد: وبه يوجبون على الله أن يثيب المطيع ويعاقب العاصي. ٤- المنزلة بين المنزلتين ويعنون بذلك م ن مرتكب لكبيرة يخرج من الإيمان ولا يدخل في الكفر فهو بمنزله بينهما، وفي الآخرة خالد مخلد في النار. ٥- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ويتضمن عندهم وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولو بالسيف، وأمر غيرهم بما يأتمرون به ونهيه عما ينتهون عنه، وقتال المخالف لهم في أصولهم، والخروج على السلطان الجائر. ووجه الرد عليهم في الآية المذكورة هنا هو نفس الرد على الخوارج المتقدم. ص "٤٠١" إذ أن مذهبهم جميعاً القول بتخليد مرتكب الكبيرة في النار في الآخرة وإن اختلفوا في الحكم عليه في الدنيا. انظر عقيدة المعتزلة في المقالات الإسلامية "١٥٥" الفرق بين الفرق "١١٤" الملل والنحل "١: ٤٣".