الصوفية، بحيث تؤدي الأثر المطلوب منها، وفعلاً قامت بعض الحركات الصوفية في الهند باستبدال زيارة المساجد والترحال من بلد إلى بلد آخر بالجهاد في سبيل الله، ضد أعداء الله من الإنجليز وغيرهم، وكذلك اكتفت بتعلم بعض الآداب والأخلاق بدلاً من تعلم العقيدة الصحيحة وتعلم الأحكام الشرعية ونشر العلم بها بين الناس، وإذا نوقشوا في ذلك قالوا: نحن لا زلنا في مرحلة تزكية النفس....
٢- إلغاء المحاكم الشرعية وإحلال القوانين الوضعية محلها.
وقد بلغ بهم النشاط في هذا أنه لا تكاد جيوش الاحتلال تضع أقدامها على أرض إسلامية حتى تبادر بهذا العمل لأنهم يدركون نتائجه الهامة.
وأول قطر بدأ فيه إلغاء الشريعة الإسلامية كما يقول الأستاذ المودودي هو الهند، فحتى سنة ١٧٩١م كانت الشريعة الإسلامية هي الحاكمة في الهند، ولكن الإنجليز تدرجوا في إلغائها حتى تم ذلك لهم، يلي ذلك الجزائر التي بدأ إلغاء الشريعة فيها بعد الاحتلال الفرنسي سنة ١٨٣٠م، ثم مصر التي أدخل- إسماعيل الخديوي عميل فرنسا- القانون الفرنسي فيها، ولم تأت سنة ١٨٨٣م حتى كان نصيب الشريعة لا يتجاوز الأحوال الشخصية إلا قليلاً، ثم أدخل الفرنسيون قانونهم في تونس سنة ١٩٠٦م ليتدخل حتى في الأحوال الشخصية، وفي سنة ١٩١٣م وضعوا في المغرب قانوناً مدنياً مماثلاً لما في تونس١.
١ انظر: دفاع عن الشريعة، علال الفاسي، الفصل الثاني عشر.