أما في بلاد الشام والعراق فقد تأخر إلغاء الشريعة فيها إلى ما بعد إلغاء الخلافة العثمانية الإسلامية على يد اليهودي المتسمى مصطفى أتاتورك.
٣- القضاء على التعليم الإسلامي والأوقاف الإسلامية.
أدرك المستعمرون أن أعظم وسيلة لإبعاد المسلمين عن دينهم هو أن يكونوا جهلاء به، واتعظوا بما لا قوه من مقاومة على أيدي طلبة العلم في الهند والجزائر وليبيا وغيرها حيث تزعَّم تلك الحركات الجهادية علماء الشريعة وطلابهم.
فوضعوا المخططات الماكرة لتقليص التعليم الديني تدريجياً وإحلال التعليم اللاديني محله، وأشهر هذه المخططات مخطط كرومر ودنلوب في مصر الذي انتهج سياسة بعيدة المدى دقيقة الخطى في القضاء على الأزهر ومعاهده، وكتاتيب القرآن.
ووضع نموذجاً خبيثاً للدس على الإسلام وتشويه تاريخه خلال المنهج التعليمي، ولا أدل على نجاح هذه الخطة من بقاء آثارها إلى اليوم ليس في مصر وحدها بل في الدول العربية عامة ١.
وفي العراق وضع المستر "كوك " خطة مماثلة حولت علماء الإسلام الذين كانوا يقودون الأمة في الجهاد ضد الكفار وعلى رأسهم جنود المستعمر البريطاني حولتهم إلى مجرد موظفين بمديرية الأوقاف، وبحجة تنظيم الأوقاف إدارياً ومنهجياً قضي على التعليم الديني
١ عن أثر كرومر ودنلوب- الذي كان مستشاراً لوزارة المعارف المصرية!!! - في مناهج التعليم في مصر والعالم العربي عامة. انظر ما كتبه الأستاذ محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر من ص: ٢١٧-٢٣٤.