للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وجنود الصليبيين الموتورين، كي يثأروا لهزائمهم الماضية وينفثوا أحقادهم الدفينة.

وأقتضت خطة وجودهم في عصر يعبد العلم ويضفي عليه قداسة الوحي في العصور السابقة أن يخلعوا عن كواهلهم مسوح الرهبان والأحبار وسلاح الميدان، ويرتدوا لباس العلم ومسوح المعرفة، ثم جندوا آلاف المخطوطات ومئات المؤسسات الثقافية المختلفة، لمعركة استئصال الإسلام وعكفوا في صوامع البحث يديرون الصراع المرير بخبث ودهاء.

وما كان ليغيب عن بالهم أن القضاء على الأشلاء الباقية من الكيان الإسلامي الضخم وسد كل الطرق التي قد تهيئ لبعث الحياة فيها لا تتم إلا بسلب الأمة ذاكرتها متمثلة في تراثها العظيم وفي الوقت نفسه شن حرب نفسية شرسة لإبادة ما يزال عالقاً في أذهان المسلمين من عقائده ومفهوماته، وإن لم تكن الإبادة التامة فلتكن الزعزعة والتفتيت.

وتتلخص جهودهم العملية في هذه الفقرات التي يقتضي المقام إيجازها١:

ا- الطعن في حقيقة الإسلام وحقيقة القرآن والنبوة.

فقالوا عن الإسلام: إنه تطوير محرف لليهودية والنصرانية، أو هو جزء من مجموعة الأديان الشرقية تولد من احتكاك الوثنية العربية بأديان فارس والهند.


١ انظر الإستشراق والمستشرقون: ١٩- ٢٣، والعلمانية لسفر الحوالي: ٥٤٤- ا ٥٥.

<<  <   >  >>