للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بعدهم كالزهري وعروة وغيرهما١.

٢- القول بأن الإسلام استنفذ أغراضه:

وهي دعوى تأتي في صور شتى، منها وصف الإسلام بأنه دعوة أخلاقية جاءت لإنقاذ المجتمع العربي من عاداته السيئة كعبادة الحجارة ووأد البنات والسلب والنهب وشرب الخمر...... الخ.

وتارة يوصف بأنه حركة اجتماعية تهدف إلى تغيير البنية الاجتماعية القبلية والاستبدال بها تركيباً اجتماعياً قومياً متحضراً للعرب.

وبعض المستشرقين- الشيوعيين منهم- يقولون: إن الإسلام ثورة غير ناضجة ضد الطبقة التي كانت تسود المجتمع المكي تولدت من الصراع بين الطبقة الكادحة مثل محمد وبلال وصهيب ... والطبقة الرأسمالية أمثال الوليد بن المغيرة وأمية بن خلف.

وأقوال أخرى كثيرة مؤداها: اعتبار الإسلام ظاهرة معينة في فترة زمنية محددة يجب أن تدرس وينظر إليها كما لو كان قطعة من الأحافير القديمة لا علاقة لها مطلقاً بالواقع المعاصر.


١ هذا تأكيد لما ذكرته سابقاً في هذه الرسالة من أن أعداء الإسلام في القرنين الأخيرين لم يخترعوا شيئاً يذكر فيما أثاروه حول السنة ورواتها وإنما أحيوا ما كان عند تلك الفرق الضالة التي نشأت في صدر الإسلام على أيدي أسلافهم من اليهود والنصارى والمجوس ثم تبنوا تلك المقالات وصاغوها في أثواب براقة جديدة، والجديد عند هؤلاء المعاصرين هو أن كلامهم يحمل في طياته ما ينقضه فهم متناقضون فيما بينهم بل إن الشخص الواحد من هؤلاء يناقض نفسه في كتبه بل في الكتاب الواحد ينقض آخره أوله والعكس كذلك.

<<  <   >  >>