للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تلك القوى أفراد قدر المستعمر أنهم أفضل المطايا له، فصنع لهم بطولات ضخمة وأثار حولهم الغبار الكثيف حتى خيل للأمة أن على أيديهم مفتاح نهضتها وبناء مجدها فطأطأت لهم رأسها حتى تمكنوا منها أنزلوا بها من الذل والدمار وخراب العقيدة ما لم تذقه على أيدي أسيادهم.

وإن كتاب "الرجل الصنم " الذي كتبه ضابط تركي سابق ليقدم لنا واحداً فقط من هؤلاء الأفراد المصطنعين وعلى منواله في عالمنا العربي كثير من سياسيين ومفكرين وكتاب وأدباء وغيرهم ...

وليس أدل على ذلك من أن القوى التي حكمت العالم الإسلامي بعد رحيل الإستعمار لم تكن الحركات الجهادية التي جابهت المستعمرين بل كانت أحزاباً وقوى مشبوهة تشهد أعمالها وآثارها بأنها جنت على الأمة ما لم يجنه الأعداء السافرون مما يعطي الدليل الواضح على أن تنفيذ المخطط اليهودي قد وكل إليهم مع إختلاف في الأدوار وتنوع في الإخراج.

وأخيراً أقول: هذه هي المعالم الرئيسة للمخطط اليهودي الصليبي، وهو بلا شك مخطط ذكي خبيث يملك من وسائل التأثير وفرص العمل ما يفوق به الحملات الصليبية السالفة، فهو فكر تدعمه القوة، وحضارة يمدها العلم ونضال يحكمه النظام، غير أن ذلك كله لا يعني أن نلقي عليه تبعاتنا وننسب إليه إنهيارنا كأنما هو قوة أسطورية لا تقهر.

إننا- كما سبق- لم نؤت إلا من قبل أنفسنا وما عوقبنا إلا بما

<<  <   >  >>