للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فرملوا بالبيت ثلاثاً، ومشوا أربعاً)) (١) .

٢- وعنه (أنه قال: ((رمل رسول الله (في حجته، وفي عُمَرِه كلها، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، والخلفاء)) (٢) .

فدلّت هذه الأحاديث والآثار على: أن الرمل سنة باقية، لأن النبي (رمل في حجته، ولم يبق بمكة يومئذ أحد من المشركين. كما رمل الصحابة (بعده اتباعاً لسنته.

واستدل أصحاب القول الثاني، بما يلي:

عن أبي الطفيل قال: قلت لابن عباس (: زعم قومك أن رسول الله (قد رمل بالبيت، وأن ذلك سنة؟ قال: صدقوا، وكذبوا. قلت: ما صدقوا، وما كذبوا؟ قال: صدقوا، رمل رسول الله (بالبيت, وكذبوا، ليست بسنة (٣) . إن قريشاً قالت زمن الحديبية: دعوا محمداً وأصحابه حتى يموتوا موت النَّغَف (٤) . فلما صالحوه على أن يجيء في العام المقبل فيُقيم ثلاثة أيام


(١) أخرجه أبو داود في المناسك، باب في الرمل ٢/١٧٩ (١٨٩٠) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٢/١٨٠، والبيهقي ٥/٧٩. من طريق ابن خثيم عن أبي الطفيل عن ابن عباس به. وأخرجه أحمد ١/٣٧١، وأبو داود (١٨٨٤) ، والبيهقي ٥/٧٩، من طريق ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بنحوه، وتقدم في المطلب الثاني.
(٢) أخرجه أحمد ١/٢٢٥، وأخرجه البيهقي مرسلا عن عطاء ٥/٨٣. وذكره في التلخيص ٢/٢٥٠ وسكت عنه. وانظر نيل الأوطار ٥/١١١.
(٣) مراد ابن عباس (بقوله:» ليست بسنة «أي: أنه أمر لم يُسن فعله لكل المسلمين، على معنى القربة، كالسنن التي هي عبادات، ولكنه شيء فعله النبي (لسبب خاص. انظر: معالم السنن ١/١٩٣، القِرى ص ٢٩٧.
(٤) النَّغَف: جمع نَغَفَة، وهي دود تكون في أنوف الأنعام. ويُقال للرجل إذا استُحقر واستُضعِف: ما هو إلا نغفة. انظر: معالم السنن ١/١٩٣، النهاية ٥/٨٧، القاموس المحيط ص ١١٠٨، القرى ص ٢٩٧.

<<  <   >  >>