للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة عن كل ما دون خمسة أوساق من حب أو تمر.

ولفظه (دون) في اللغة العربية تقع على معنيين بمعنى أقل وبمعنى غير.

فحصر الحديث الخارج من الأرض بالحب والتمر وإذا أطلق الحب في اللغة فإنما يراد به الحنطة والشعير فلا زكاة في شيء من النبات غيرهما وغير التمر١.

القول الثاني: تجب الزكاة في أربعة أصناف الحنطة والشعير والتمر والزبيب.

قَال به جمع من الصحابة كعمر وابن عمر ومعاذ وأبي موسى الأشعري وغيرهم وجمع من التابعين كالحسن وابن سيرين وموسى بن طلحة وغيرهم.

واستدلوا بما جاء عن موسى بن طلحة عن عمر بن الخطاب قَال: إنما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة في هذه الأربعة الحنطة والشعير والزبيب والتمر، وفي رواية له قَال: عندنا كتاب معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه إنما أخذ الصدقة من الحنطة والشعير والزبيب والتمر وفي رواية عن أبي بردة عن أبي موسى ومعاذ حين بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قَال: “لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة الشعير والحنطة والزبيب والتمر” ٢.

ولأن ما عدا هذه الأصناف لا نص فيه، ولا إجماع، ولا هو في معنى المنصوص عليه ولا المجمع عليه فيبقى على الأصل ٣.

قَال أبو عبيد: فأما الَّذِين لم يروا الصدقة إلا في هذه الأربعة الأصناف


١ انظر: المحلى ٥/٢٢١.
٢ رواهن الدارقطني انظر: سنن الدارقطني كتاب الزكاة باب ليس في الخضروات صدقة ٢/٩٦، ٩٨ رقم ٧، ٨، ١٥ وانظر: السنن الكبرى كتاب الزكاة ٤ / ١٢٨، ١٢٩ باب الصدقة فيما يزرعه الآدميون، ومصنف عبد الرزاق كتاب الزكاة ٤/١١٩ رقم ٧١٨٦.
٣ انظر: المغني لابن قدامة ٤/١٥٦.

<<  <   >  >>