للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقضية التي يعرضها والحجج التي يقدمها تختلف كل الاختلاف عن جماعة المؤمنين المطبّقين وطبقة المسلمين الفاسقين المنحرفين.

العلم

ومن الصفات التي ينبغي على الداعية أن يحرص عليها ويتحلّى بها: صفة العلم: فالعلم قبل القول والعمل كما ترجم بذلك الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه، ومستندًا ومستدلًّا بقول رب العالمين: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} (محمد: ١٩) فقدم العلم على العمل، والواقع أن تقديم العمل على أي عمل ضروريٌّ للعامل حتى يعلم ما يريد ليقصده ويعمل للوصول إليه، وإذا كان سبق العلم لأي عمل ضروريًّا فإنه أشد ضرورة للداعي إلى الله؛ لأن ما يقوم به من الدين منسوب إلى رب العالمين، فيجب أن يكون الداعي على بصيرة وعلم بما يدعو إليه وبشرعية ما يقوله ويفعله ويتركه، فإذا فقد الداعية العلم المطلوب واللازم له كان جاهلًا بما يريده، ووقع في الخبط والخلط والقول على الله ورسوله بغير علم؛ فيكون ضرره أكثر من نفعه وإفساده أكثر من إصلاحه، وقد يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف لجهله بما أحل الشرع وأوجبه وبما منعه وحرمه، فيجب إذًا لكل داعٍ إلى الله تعالى أن يتحلَّى بالعلم بشرع الله وبالحلال والحرام وبما يجوز وما لا يجوز، وبما يسوغ فيه الاجتهاد وما لا يسوغ وما يحتمل وجهين أو أكثر وما لا يحتمل، وإنما العلم كما قال ابن القيم -رحمه الله-:

العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه

<<  <   >  >>